عام 2050 بلا أسماك ومليون طائر ينفق سنوياً… والسبب تلوث المياه
يؤدي البلاستيك الذي يُقذف في قعر البحار والمحيطات الى تلوث البيئة البحرية. والاضرار التي يمكن ان تلحق بالإنسان جسيمة، لان اذى هذه النفايات البلاستيكية يؤثر على الحيتان والسلاحف، ويُفسد الأسماك التي تتغذى عليها. كما ان 99% من الطيور البحرية معرضة لابتلاع جزيئات البلاستيك جنبا الى جنب مع الغذاء.
وتناولت بعض الأبحاث العلمية المخلفات الصلبة على سواحل البحر، وتمثل نحو 50% من مجموع المواد الزائدة وغير المرغوبة على سواحل البحر. كما ويقدر عدد الطيور البحرية التي تنفق بسبب هذه النفايات بمليون طائر سنويا على المستوى العالمي، و100 ألف من الكائنات البحرية الفطرية.
ولفتت دراسة أجريت في الجزء الشرقي من قاع البحر الأبيض المتوسط “ان المهملات البلاستيكية تشكل أكثر من 63% من كوكبة القمامة الموجودة في باطن البحر، وهذا النوع من النفايات في ازدياد مضطرد نتيجة ارتفاع المواد المصنوعة من البلاستيك في الوقت الراهن، واستخدامه كبديل للكثير من المواد التقليدية التي كانت تستعمل سابقا في الصناعة والأدوات والمستلزمات المنزلية”.
بالتوازي، خلصت دراسة أجريت على نوع واحد من السلاحف البحرية، وتعرف بالسلحفاة ذات الرأس الكبير وتعيش في الجزء الغربي من البحر الأبيض المتوسط، على ان الجهاز الهضمي لعدد من السلاحف البالغ 43، طافح بالمخلفات البحرية الصلبة، كما ان 75% منها مواد بلاستيكية، والباقي خليط ما بين شباك الصيد واخشاب واوراق.
وأشارت الدراسة الى علاقة مباشرة بين كمية المخلفات في الجهاز الهضمي لهذه السلاحف وحجمها، وأكدت على خطورة المخلفات البحرية على السلاحف بوجه خاص، والحياة الفطرية البحرية بشكل عام.
على مقلب آخر، ان ابتلاع الأسماك لهذه القمامة يعرضها لخطر التهام «اللدائن» الموجودة في مجالها البيئي. ويعتقد الباحثون ان الأسماك تبلع المواد الاصطناعية بسبب الشبه الكيميائي بين هذه النفايات والغذاء الطبيعي، او نتيجة الخطأ في تمييزها، ما يؤدي الى تراكم هذه الجزيئات في الانسجة الداخلية للأسماك ويؤثر على صحتها.
على خطٍ موازٍ، لا يزال البحث قائما لتحديد التأثيرات الدقيقة لاستهلاك الأسماك الملوثة على صحة البشر. والجدير ذكره، ان هناك بعض الدراسات والأبحاث العلمية تشير الى ان المواد البلاستيكية المتناثرة قد يكون لها عواقب وخيمة على صحة الانسان، مثل:
زيادة خطر الالتهابات والتأثيرات الهرمونية والمشاكل الهضمية، الى جانب الاضطرابات في الوظائف البيولوجية على صعيد البيئة والحيوانات التي تعيش فيها، لجهة صعوبة تحلل المواد البلاستيكية، اذ تحتاج من 100 الى ألف سنة حتى تتفكك.
كتبت ندى عبد الرزاق في “الديار”