شعارات بشعارات لا تنفيذ ولا إنجاز..!
“اللواء”
الصرخة المدوّية التي أطلقها النائب شامل روكز، أمس، رسمت صورة مُفزعة عن الحكم العاجز عن تحقيق أبسط الإنجازات، والذي أتقن فبركة الشعارات من دون أن يتلمس طريق تحويلها إلى وقائع وخطوات عملية في المسيرة الإصلاحية الموعودة.
مكافحة الفساد بقيت شعاراً نسمع خطابها صباح ومساء من أعلى المراجع: التطهير الإداري ما زال يدور في رحى الشعارات الفارغة، الإصلاحات المالية ما زالت مجرد شعار يبحث عن الصيغ التنفيذية اللازمة، الحفاظ على ما تبقى من استقرار مالي ونقدي أيضاً من الشعارات التي ما زالت تتجوّل على طاولات اللجان الوزارية،
استقلال القضاء تحوّل من شعار برّاق، إلى معالجة خادعة كشفتها التدخلات السياسية والتيّارية التي عطلت صدور التشكيلات القضائية منذ أشهر، رغم إجماع وإصرار مجلس القضاء الأعلى على هذه المحاولة التي تعتبر فريدة من نوعها في تاريخ القضاء، نظراً لما اتصفت به من نوعية وموضوعية.
حتى وقف الانهيار النقدي، ولجم انحدار الليرة مقابل الدولار، ومنع الصرافين من التلاعب بأسعار الصرف، ما زال شعاراً ضائعاً بين تردد وزارة المالية، وتراخي البنك المركزي، وفي ظل غياب الرؤية الواضحة لكيفية استعادة المبادرة، والسيطرة على الأسواق المالية.
وماذا نقول عن بقية الملفات الحيوية، من الكهرباء والنفط والنفايات، إلى الأملاك البحرية واستعادة المرافئ البحرية والجوية، ووقف السرقات في الجمارك، وإعادة الأموال المنهوبة, كلها ما زالت أسيرة لغة الشعارات، ومجرد كلام بكلام يتردد على أسماعنا بعد كل جلسة لمجلس الوزراء، وفي كل مناسبة يطل فيها الوزراء على الرأي العام.
لقد أثبتت تجارب الأمم أن ثمة فارقاً كبيراً بين النظرية والتطبيق، تُماهي مواصفاته الفوارق الفلكية بين الشعارات والتنفيذ، خاصة عندما تفتقد السلطة، أي سلطة، الأدوات والمعايير الواقعية لترجمة النظرية أو الشعار إلى خطوة عملية أو إنجاز فعلي.
لقد وضع نائب كسروان شامل روكز إصبعه على الجرح، ولكنه لم يعثر بعد على الطبيب القادر على معالجة جروح الوطن… وما أكثرها!