حماس ما بعتت مندوبين لجنازة حسن نصرالله: غضب عند حزب الله؟

في تموز الماضي، توفي الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، ورفعت وفاة هذا القيادي الشيعي مجدداً العديد من الأسئلة حول العلاقات بين الفصائل اللبنانية والفلسطينية، خاصةً بعد ما تبين أن حركة حماس، التي تعد من أبرز القوى الفلسطينية في غزة، لم ترسل أي مندوبين إلى جنازة نصرالله أو لتقديم التعازي لحزب الله.
حزب الله، الذي كان يشكل أحد أكبر الداعمين للفلسطينيين طوال السنوات الماضية، قاتل إلى جانب حماس في العديد من المعارك الحاسمة، خصوصاً في المواجهات المشتركة ضد إسرائيل. لكن، رغم هذه الشراكة، إلا أن العلاقة بين الفصيلين لم تكن دائماً سلسة، ويشير بعض المصادر داخل حزب الله إلى أنهم يشعرون بالإحباط لأن حماس، التنظيم الفلسطيني البارز في غزة، لم تكلف نفسها إرسال مندوبين لتكريم أحد أبرز قياداتهم.
ورغم أن التنظيمين تقاتلا جنباً إلى جنب ضد إسرائيل، إلا أن البعض يعتقد أن الخلافات بين حماس وحزب الله قد تفاقمت في السنوات الأخيرة. حركة حماس في غزة ربما لا ترغب في أن تُصنف بشكل كامل مع حزب الله، خاصة بسبب دعم الأخير الكبير لإيران، وهو أمر قد لا يكون مقبولاً لدى بعض الفصائل الفلسطينية.
من الممكن أن تكون العلاقات بين حماس وحزب الله دخلت في مأزق بسبب تغيير في سياسة حماس، في ظل الضغوط المتزايدة على التنظيم الفلسطيني لاختيار مواقفه بحذر تجاه العلاقات مع دول ومنظمات شيعية. ويمكن أن يكون حزب الله قد شعر بالإحباط لأن حماس لم تُظهر الاحترام لمنظمة ناضلت طويلاً من أجل فلسطين.
الحقيقة أن حماس، رغم شراكتها مع حزب الله في ساحات القتال، لا تزال تتجنب الظهور بشكل رسمي إلى جانبه في مواقف كهذه. وهذا يعكس مستوى من الحذر السياسي لدى حماس في التعامل مع بعض الأطراف الإقليمية، كما يظهر مدى تعقيد العلاقات بين التنظيمات المختلفة في الشرق الأوسط.