العهد يمهد للتصـــــعيد
لا يبدو ان المؤشرات الحكومية، وبالرغم من تقلباتها المستمرة، توحي بإنفراج قريب،
ما يعني ان الواقع السياســـــي مقبل على تطورات قد تكون حاسمة ليس على صعيد التشكيل فقط، بل على الصعيدين المالي والاقتصادي.
بالتوازي مع تراجع الاجواء الايجابية حكومياً، بدأت التسريبات من داخل “التيار الوطني الحر” توحي بأنه متجه نحو تصـــــعيد سياســـــي جديد مرتبط بشكل اساسي بوجوده في مجلس النواب،
ما يعني الذهاب نحو انهاء المساعي الحكومية بطريقة غير مباشرة.
يقول قياديـــــون عونيون ان الخطوات ستكون تصـــــعيدية وفي عدة اتجاهات، لكن اولها هو الاعتكاف او الاستقالة من المجلس النيابي،
ما يعني ان الاشـــــتباك الســـــياسي والاعلامي سيطلقه” التيار” مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري اولا.
يرى العونيون ان بري يقف خلف كل محاولات ضرب العهد، لا بل هو الذي يعرقل بطريقة او بأخرى عملية تشكيل الحكومة،
وعليه فإن الاولوية هي لفتح اشتـــــباك سياســـــي معه، وهذا الامر ستكون له تبعات شعبية ايجابية على القاعدة العونية التي تستحسن مثل هذه المعركة.
لكن المعركة المفترضة مع بري، ستكون لها تبعات، اولها انهاء اي فرصة للتوافق الحكومي، اذ ان الاعتكاف من المجلس النيابي سيعني ان الحكومة المقبلة لن تأخذ ثقة اي من القوى المسيحـــــية الاساسية،
وهذا يدل على ان التيار يقفل باب التفاوض الحكومي في حال لجأ الى خياراته المتوقعة.
الاهم ان خيار التيار سيؤدي بشكل واضح وعلني الى اظهاره انه صاحب المبادرة في السياســـــية، وسيستطيع تحميل مسؤولية تعطيل التشكيل اعلامياً لافرقاء سياسييـــــن غيره،
وسيسوق لنفسه بأنه قام بردة فعل بسبب عدم تجاوب القوى السياسي وعدم تسهيلهم لتشكيل الحكومة.
على ما يبدو فإن التيار يستشعر عدم امكانية الوصول الى حل حكومي، خصوصا ان العهد ليس في وارد التنازل عن مطالبه السياســـــية، رغم نفيه ذلك، ويبدو ان خصومه ليسوا في وارد مراعاته لمدة زمنية مفتوحة،
لذلك فإن استباق الاحداث والاستفادة منها في السياســـــي سيتطلب خطوة عونية يمكن تسويقها شعبيا مثل الاعتكاف من المجلس