استجداء الخارج هربا من استعصاء الداخل
عمد محيط الرئيس عون الى تضخيم أبعاد زيارة السفير السعودي وليد بخاري الى قصر بعبدا عبر ضخ اعلامي غير مسبوق ما استدعى نفيا سعوديا مباشرا وغير مباشر، الأمر الذي يكشف استجداء فريق عون تدخلا خارجيا مباشرا وهو الأمر الذي طالما استنكره “الجنرال” طوال تاريخه.
حصدت دوائر القصر الجمهوري احراجات كانت بغنى عنها طالما ان هتك مقام الرئاسة الأولى يأتي من خلال فريق عون ومستشاريه ، فخلال أقل من أسبوع واحد شهد منبر بعبدا على فضحيتين ، الأولى كانت مع “مراسلة الدراج” التي لم تستطع توضيحات القصر الاعلامية التخفيف من اضرارها وتكللت الثانية بفبركة كلام منسوب إلى السفير السعودي فضلا عن استثمار الزيارة و استغلالها ضمن الصراع الدائر مع الرئيس المكلف.
يشير مواكبون للحركة الديبلوماسية في بيروت إلى حالة اشمئزاز من الطاقم السياسي تعم السفراء المعتمدين، فهؤلاء يجهدون لتجاوز النميمة والثرثرة في مباحثاتهم مع المسوولين الرسميين ، وغالبا ما يتجنبون عقد اجتماع من أجل عدم سماع معزوفة باتت مملة عنوانها نفض اليد من تبعات وصول لبنان إلى هذا الدرك من الازمات وتبرئة الذات واتهام الآخرين بكل موبقات الفساد.
يؤكد هؤلاء على أن الحديث عن فرض عقوبات تجاوز الاطر الديبلوماسية الضيقة و بات خيارا مطروحا أمام إدارة ايمانويل ماكرون خصوصا بعدما امعنت الطبقة الحاكمة في إهدار فرصة المبادرة الفرنسية واللجوء الى ممارسات سلطوية لا تقيم وزنا لابسط القيم الأخلاقية.
هذا الأمر تقابله أطراف محلية بسذاجة أقرب إلى غباء منقطع النظير نظرا لاعتقادها بأن استغلال التدخل الخارجي سينتشلها من قعر الهاوية و يحل مشاكلها كما يؤمن تثبيت مشروعيتها السياسية والشعبية،
بينما الحقيقة معاكسة لا بل مهينة جدا طالما ان كل المداولات مع المسؤولين اللبنانيين تتركز على فقدان ثقة المجتمع الدولي بالسلطة القائمة مع لازمة “ساعدوا أنفسكم لنساعدكم، و لا مساعدات قبل إصلاحات جدية دون الاعيبكم المفضوحة “.