أيام ويُعاد فتح المطار.. هل يشهد هجرة جماعية للبنانيين؟!…
يصارع المواطن اللبناني من أجل البقاء على قيد الحياة بعدما بات مهددا في سلامته وصحته ولقمة عيشه، في الوقت الذي يقف فيه عاجزاً عن إنقاذ نفسه وعائلته ومجتمعه..
يعيش اللبنانيون كما يقال “من قلة الموت”، فكثير منهم باتوا يتمنون الموت على الاذلال الذي يواجهونه في بلد حولته الطبقة السياسية الحاكمة الى بلد منتهي الصلاحية، بلد من دون مقومات أو مقدرات أو طموحات أو آفاق، بلد لم يعد من الممكن العيش فيه أو الافتخار بالانتماء إليه.
دخل اليأس الى نفوس اللبنانيين حتى إستوطن فيها، فلا رؤية واضحة لحل قريب، ولا إستشراف لمستقبل واضح المعالم، في ظل الحديث السائد بأن اليوم رغم كل صعوباته وأزماته سيكون أفضل من الغد المجهول، في وقت يقف فيه العهد وحكومة الاختصاصيين ومواجهة التحديات عاجزين تماما عن إيجاد أي حل ينتشل البلد من الهاوية أو يضع حدا لاستمرار الانهيار المؤدي الى الهلاك.
يستحق اللبنانيون أن يدخلوا “موسوعة غينيس”، كونهم يعيشون في بلد كسر كل الأرقام القياسية، بما يتعلق بالفساد، والهدر والسرقة، والفقر، والبطالة، والجوع، والذل والقهر، إضافة الى الارتفاع الجنوني للدولار وما يتسبب به من غلاء فاحش أدى الى توسيع رقعة الفقر بشكل أفقي.
أخطر ما في الأمر هو أن إنعدام الأمل، والطريق المسدود، وغياب الأفق، يضاعف من إحباط الشباب الذين يُعتبرون مستقبل لبنان الواعد وثروته الانتاجية والفكرية، وتحولت طموحاتهم وأحلامهم الى رماد حيث يزداد يقينهم يوما بعد يوم، بأن لبنان، بلد غير قابل للعيش، وهادم للأحلام، ومقبرة للطموحات، ولا يوجد فيه مستقبل، وأن الهجرة هي الحل الأمثل!، فضلا عن الأسئلة التي تسيطر على شريحة شبابية واسعة، ومنها: لماذا خُلقنا بلبنان؟، لماذا ندرس ونعذب أنفسنا طالما لا وظيفة أو مركز أو منصب من دون واسطة؟، وهل تكفي الوظيفة الواحدة لتأمين عيشا كريما؟، كيف سنتزوج ونبني عائلة؟، وكيف سنخرج من الأزمات التي يتخبط فيها لبنان؟..
أيام قليلة ويعود مطار رفيق الحريري الى العمل في أول شهر تموز المقبل، فهل يشهد هجرة جماعية للعديد من اللبنانيين من كل الأعمار ومن كل الطوائف والمذاهب للبحث عن مستقبل زاهر وعيش كريم وراحة بال في بلاد الاغتراب؟، وماذا سيفعل العهد القوي وحكومة الاختصاصيين لاقناع هؤلاء بالبقاء في وطنهم؟..