أزمة نازحين تعصف بلبنان

خلال الأسابيع القليلة الماضية، تدهورت حالة النازحين في لبنان بشكل أكبر، حيث عبروا عن غضبهم تجاه حزب الله ومؤسسات الدولة اللبنانية التي لا تساعدهم بشكل كاف وبحسب وزارة الصحة اللبنانية، فإن الموازنة لا تكفي لمساعدة النازحين، وصرح وزير البيئة أن 250 مليون دولار على الأقل مطلوبة لإعادة تأهيل النازحين حيث يواجه لبنان أزمة إنسانية كارثية مع وصول عدد النازحين داخلياً إلى 600 ألف شخص، وفق ما حذّر مسؤولون في الأمم المتحدة، في حين تواصل إسرائيل هجومها ضد حزب الله، وفقاً لوكالة الصحافة الدولية.

 

وقالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت، في إحاطة صحافية: «يواجه لبنان صراعاً وأزمة إنسانية ذات أبعاد كارثية»، معربة عن «أملها في أن تكون إسرائيل الآن مستعدة لدعم الدعوات الكثيرة» لوقف التصعيد.

 

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحات سابقة هدّد لبنان بـ«دمار ومعاناة على غرار ما يحصل في غزة» إذا «لم يحرر» نفسه من «حزب الله».

 

وكثّفت إسرائيل ضرباتها الجوية على معاقل «حزب الله» في لبنان منذ 23 سبتمبر أيلول، ما أسفر عن مقتل أكثر من 2500 شخصاً وأجبر أكثر من مليون على النزوح، بحسب تعداد لوكالة الصحافة الدولية استناداً إلى أرقام رسمية.

 

وقال المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان عمران رضا إن لبنان يواجه «واحدة من أكثر الفترات دموية» في تاريخه الحديث، مشيراً إلى أن 600 ألف شخص نزحوا داخلياً، أكثر من 350 ألفاً منهم أطفال.

 

من جهته، أفاد سفير إسرائيل على حد قوله لدى الأمم المتحدة داني دانون: «نحن لا نستهدف المدنيين. لكن في الوقت نفسه، إذا رصدنا نشاطات لـ(حزب الله) أو نية لإطلاق صواريخ على إسرائيل، فسنفعل ما ستفعله أي دولة أخرى حيال ذلك».

 

وعلى صعيد الجانب الاقتصادي، يدخل لبنان مرحلة جديدة من الصراع مع إسرائيل، في وقت تتراجع فيه العملة المحلية (الليرة) إلى متوسط 89 ألفا أمام الدولار الواحد، مقارنة مع 1500 ليرة قبل عدة سنوات، هذا التدهور في سعر الصرف جعل البلاد من أكثر دول العالم ارتفاعا في نسب التضخم خلال السنوات الأربع الماضية، بنسبة تجاوزت 100 بالمئة سنويا، وفق بيانات البنك الدولي.

 

كما أن ودائع اللبنانيين تآكلت بفعل هبوط أسعار الصرف، وهو ما يعقد من قدرتهم على إدارة مصروفاتهم العائلية إن اتسع الصراع مع إسرائيل ليشمل عموم لبنان، وقبل اتساع نطاق التوتر بين حزب الله وإسرائيل، كان القطاع الصحي في لبنان يعاني أزمة غير مسبوقة، وسط عجز الدولة عن توفير فاتورة واردات الأدوية بنسبة 100 بالمئة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!